“تونس أرض التراب السخون ”
هكذا قيل بين جوانب الخطب السياسية في تونس بعد الثورة، وهكذا بدأت الزيارات للمرشحين السياسيين من أجل أخذ البركة من الأولياء الصالحين، لعلهم ينفعونهم في الاستحقاقات الانتخابية.
هكذا هي الزوايا في تونس وفي بلاد المغرب العربي كانت وما زالت مقصد الأغلبية طمعًا في الكرامات أو طلبًا لشيء صعب عليهم أو بحثـًا عن رصيد انتخابي أو تقربًا من الله أو تقربًا من الولي.
يطرح السؤال دائمًا عند كل ظهور سياسي، يقول: «إن تونس ترابها سخون ومحمية من الولية والصلاح»، هل تونس محمية فعلًا من قبل الأولياء والصالحين؟
وقد خيرنا البحث عن إجابة لهذا السؤال انطلاقـًا في تاريخ الزوايا في تونس والأدوار المختلفة التي يمكن أن تضطلع بها سواء أكانت أدوارًا سياسية أم دينية أم تربوية.
تاريخ الزوايا في تونس
سيدي محرز، سيدي بوسعيد، سيدي بن عروس، سيدي حسين، سيدي علي بن عون، سيدي بولبابة، سيدي الشاذلي، سيدي علي الحطاب وغيرهم كثير من الزوايا المنتشرة في كامل أنحاء البلاد.
أولياء الله الصالحون هم مثل كل البشر كانت سيرتهم عطرة بالتقوى والصلاح؛ فحيكت حولهم الحكايات في مراوحة بين الواقع والخيال وأحيطت بهم الكرامات وأصبغت عليهم الذاكرة الشعبية نوعًا من القداسة جعلتهم يبنون فوق قبورهم وفي كل مكان زوايا هي بمثابة المعلم والمزار تجدها في كل قرية ومدينة فلكل قرية ولي، ولكل ولي زاوية، ولكل زاوية حكاية ممتدة في التاريخ، ولكل حكاية وفاء تخلده الزيارات الموسمية الجماعية والفردية والطقوس الصوفية من شموع وبخور وإنشاد صوفي وحضرة والتبس فيه الواقع بالخيال ليرتبط بحياة التونسي اليومية.
فالولي يمنح الفرد وفق المعتقد الشعبي بركةً أو يدفع عنها ضرًا، حتى أصبحت هذه العادات من المسائل المتوارثة التي يصعب النقاش مع من اعتادوا ممارستها.
يصفه بعضهم فيقول: «إنه عالم الروح الذي يتوارى فيه المنطق إما لصالح البحث عن الشفاء، أو الذرية والأبناء ، أو وساطة الولي الصالح تجاه الرب، أو مجرد مكان للترويح عن النفس…»
وترعى الدولة هذا العالم عن طريق هياكلها الإدارية كما أن لها دورًا في التشجيع والترخيص والحضور في الاحتفالات الموسمية والمهرجانات المرتبطة بهذه الزاوية، وهو الأمر الذي يرسخ المعتقد الشعبي في «بركة» هؤلاء الأولياء المحتفى بهم.
ويرجع تاريخ الزوايا في تونس إلى القرن 12، وقد انتشر أهل الطرق الصوفية منذ زمن قديم في كامل أنحاء البلاد في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، وشمل التصوف الرجال والنساء، وبقيت آثارهم إلى عصرنا الحديث، فهناك القادريّون أتباع الطريقة القادرية نسبة إلى سيدي عبد القادر الجيلاني، وكان من أتباعه في شمال تونس الإمام المنزلي وفي الجنوب التونسي بالجريد وُجد القادريون كذلك على سبيل المثال: سيدي إبراهيم بن محمد الشريف مدفون بمدينة نفطة، سيدي العربي وسيدي بالقاسم وقد أقاما زاوية لهما في قفصة، وسيدي المولدي المدفون بمدينة توزر وأقام زاوية بها، وظلت إلى يومنا هذا تدرس القرآن، كما ظهر التصوف بنفطة عن طريق سيدي أبي علي السني وسيدي أبي هلال السدادي ببلدة سدادة التابعة لمعتمدية دقاش ولاية توزر، وظهرت بتونس أيضًا الطريقة الشاذلية نسبة إلى سيدي أبي الحسن الشاذلي، وقد دخل إلى طريقته في تونس العديد من الرجال والنساء ومن مريديه المشهورين سيدي عبد الرحمن السبتي ومن مريداته المشهورات السيدة المنوبية.
وظهرت في تونس أيضًا الطريقة العيساوية نسبة إلى سيدي علي بن عيسى، وظهرت أيضًا بتونس طريق سيدي عبد السلام الأسمر والتي تسمى بالسلامية، ولكل هؤلاء زاوية ومريدون يلتقون فيها ويذكرون الله ويقيمون حلق الذكر فيها.
الدور الديني والتربوي للزوايا
لا أحد يساوره الشك فيما كانت تشكله الزوايا من أهمية، خاصة في فترات الانحطاط التي مر منها الحكم في المغرب العربي عمومًا وفي تونس على وجه الخصوص، وقد جاءت أهمية هذه الزوايا من التركيز على أهمية العقيدة التي كانت تدافع عنها، ومن الدور التربوي والتهذيب الروحي الذي كانت تقوم به في وسط الأتباع والمريدين.
يظهر الدور الإيجابي للزوايا خاصة في التعليم على الخصوص فقد كانت بالإضافة إلى وظيفتها الدينية معاهد لتعليم الشبان وتنوير العامة ونشر التعليم بجميع مستوياته، وإن كانت الزوايا أولًا مؤسسة دينية تمارس فيها العبادات من صلاة وتلاوة القرآن والأذكار، ومن اعتكاف ومدارسة للعلوم وأجمع شيوخ الزوايا على تحفيظ القرآن الكريم لمن يرتاد زواياهم من أطفال ومريدين وطلبة، وحفظ الحديث النبوي وتدريس الفقه المالكي، وقامت الزوايا بدور مهم في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية وغيرها، ولعل من أبرز الشواهد على ذلك هو المستوى الثقافي ما خلفته هذه الزوايا في مختلف العصور من مكتبات زاخرة بتراث نفيس.
البعد السياسي للزوايا
يقول الباحث الأمريكي ديل أكلمان في كتابه «الإسلام في المغرب» بأنه:
«حين تتعرض بعض المصادر التاريخية لمسألة الصلحاء والزوايا، تغفل هذه المصادر، عمدًا، كل مظهر تراه مخالفـًا للتعاليم الإسلامية الأصيلة، فعندما تترجم لأحد الصلحاء مثلًا، فإنها تركز فقط على أنه كان متدينـًا ورعًا، وعالمًا، ووليًا من أولياء الله الصالحين، نذر نفسه لعبادة الرحمن، ولا تشير، إلا بطرق ملتوية، لأنشطته السياسية الدنيوية، وتغفل هذا الجانب كلية».
الزوايا والاستعمار
إن علاقة الزوايا بالاستعمار علاقة مزدوجة فمن جانب أول فإنه لا أحد ينكر دورها المهم في مقاومة الاستعمار وفي تخريج مجموعة من القادة الذين كانوا في الصفوف الأولى في المقاومة، سواء في تونس أم في الجزائر أم المغرب أم ليبيا؛ إذ يذكر «حمدان خوجة» في كتابه «المرآة» أن شيوخ الطرق الصوفية هم الذين أمروا جميع المواطنين الجزائريين بالتعبئة العامة والدفاع عن مدينة الجزائر العاصمة بعد تخلي الأتراك عن هذه المهمة.
وكشف الضابط دي نوفو في كتابه الإخوان الصادر سنة 1845 عن الدور الرئيس الذي أدته الطرق الصوفية في مقاومة الاحتلال، وتحدث النقيب ريتشارد عن ثورة الظهرة في الجزائر التي قامت سنة 1845 مبرزًا الدور المهم الذي قامت به الطرق الصوفية في هذه الثورة، وهي معركة هامة أطلق عليها الفرنسيون «انتفاضة الطرق الصوفية»، وذلك لمشاركة العديد من الطرق فيها كـ: الرحمانية، القادرية، الطيببية.
ولقد كانت السرية التامة التي تحيط بالزوايا، وما يجري داخلها، من نشاط شيوخها والتي لم يستطع الاستعمار بما لديه من إمكانيات ووسائل الاطلاع عليها، ويقول ماك ماهون سنة 1851 في هذا السياق إنه: «يجب على الإنسان أن يقضي حياته كلها في الزاوية حتى يعرف ما يجري فيها وما يقال فيها».
ويقول المؤرخ الفرنسي مارسيل إيميري: «إن معظم الثورات التي وقعت خلال القرن التاسع عشر في الجزائر كانت قد أعدت ونظمت ونفذت بوحي من الطرق الصوفية، فالأمير عبد القادر كان رئيسًا لواحدة منها وهي الجمعية القادرية.
ومن جانب آخر وصف المغربي مصطفى الرايس الباحث في التاريخ المعاصر تخاذل وتواطؤ شيوخ الزوايا مع السلطات الاستعمارية بأنه أساء إلى سمعتهم وأفقدهم صفة الوطنية، موضحًا أن الموقف السلبي لبعض شيوخ الزوايا من مقاومة الاستعمار يجد مبرراته في التجربة الجزائرية والتونسية وما أظهرته من فشل الطرق الصوفية هناك في التصدي للاستعمار، وتعرض شيوخها وأتباعها للاضطهاد والتشريد، فقد انتبه منظرو السياسة الاستعمارية، فقاموا بإنجاز دراسات ومنوغرافيات كشفت عن جوانب مهمة من الواقع الطرقي لإحاطته وتطويقه، والعمل تدريجيًّا على تدجين الزوايا والطرق الصوفية وتحجيم إشعاعها، وكسب ود شيوخها لإضفاء طابع الشرعية على المخططات الاستعمارية.
وهكذا تمكنت الإدارة الاستعمارية من استقطاب الكثير من شيوخ الزوايا الذين أبدوا مواقف استسلامية ورافضة لكل مواجهة داعية إلى اختيار السكينة وطاعة أولي الأمر واعتبار الاحتلال قدرًا لا مفر منه.
الزوايا في فترة الثورة
تعرّضت مقامات الأولياء الصالحين في تونس إلى الاعتداء سواء بالغلق أو الحرق أو الهدم، وذلك منذ سقوط النظام السابق وظهور التيار السلفي ففي سنة 2012 تعرّضت أكثر من 10 مقامات في جهات متفرقة من البلاد إلى الاعتداء منها زاوية سيدي عبد القادر الجيلاني بمنزل بوزلفة من ولاية نابل في 14 سبتمبر 2012 وتعرضت زاوية سيدي عبد اللّه الغريبي بسيدي بوزيد في شهر أوت 2012 إلى الحرق وتمّ الاعتداء على زاوية صوفية بالقيروان في نفس الشهر وفي ماي 2012 قامت مجموعة محسوبة على التيار السلفي بهدم الجزء العلوي لقبّة الولي الصالح سيدي المحارب في ولاية المنستير، وفي نفس الشهر تعرّضت زاوية سيدي يعقوب بمنطقة زليطن في معتمدية مطماطة الجديدة من ولاية قابس إلى اعتداء مشابه، استعمل فيه المعتدون آلة جارفة، بهدف هدم الزاوية.
وفي شهر أفريل 2012 قامت عناصر محسوبة على التيار السلفي المتشدد بالاعتداء على زاوية سيدي قاسم بالكاف، كما تمّ في نفس الشهر هدم ضريح الولي الصالح سيدي عسيلة في باردو، من قبل نفس التيار، ويذكر أن اعتداءات مشابهة تعرّضت لها مقامات بعض الأولياء الصالحين في مناطق متفرقة من ولاية صفاقس الصخيرة والغريبة والمحرس، كما تم الاعتداء على أحد الأولياء الصالحين في ملولش.
وقد عبرت وزارة الثقافة آنذاك عن أن هذه الاعتداءات الممنهجة ليس ضد الزوايا ومقامات الأولياء الصالحين فحسب، وإنما ضد التراث الوطني في بعدية المادي واللامادي، وهي محاولة لطمس الذاكرة الوطنية التونسية واعتداء على الرموز الثقافية لبلادنا.
الزوايا والسياسيين: السياسة بين أضرحة الموتى والزوايا
انطلقت عديد الحملات الانتخابية في سنة 2014 من أضرحة الموتى والزوايا فلم يعد التعويل على الرصيد النضالي والسياسي كافيا لبعض الوجوه السياسية في تونس فكان الخيار بالتعويل على الموتى.
إن اللجوء إلى أضرحة الموتى والزوايا هو لجوء لرمزية الأشخاص التاريخية سواء أكانوا شهداء أم نقابيين قدامى أوم أولياء صالحين.
فرئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي أطلق حملته الانتخابية من روضة آل بورقيبة التي دفن فيها الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة وزار مقام سيدي بلحسن الشاذلي.
واختار نور الدين حشاد مرشح الرئاسية المستقل أن تكون روضة الشهداء بمقبرة الجلاز رحلته الأولى في حملته الانتخابية أين تلا الفاتحة ترحّما على أرواح والده فرحات حشاد وعدد من الشخصيات الوطنية مثل صالح بن يوسف وأحمد التليلي والمنجي سليم والمنصف باي وشهيدي الثورة شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
أما مرشح تيار المحبة الهاشمي الحامدي فقد استهل حملته الانتخابية بزيارة ضريح محمد البوعزيزي.
المنصف المرزوقي الرئيس المؤقت ومرشح الرئاسية زار مرقد ضابط الجيش الوطني بمدينة مجاز الباب، فيما توجه مرشح الجبهة الشعبية إلى زيارة الشّهداء الذي سقطوا في فترة الاستعمار.
كما أعطى مصطفى كمال النابلي إشارة انطلاق حملته الانتخابية بساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف أين تحول لتلاوة الفاتحة على أضرحة شهداء 8 فيفري.
ويبدو أن خيار العربي نصرة مرشح حزب صوت الشعب للرئاسية لم يكن منطلقه الرمزية التاريخية أو الثورة ضد المستعمر الفرنسي في تونس، بل ارتأى هذا المرشح أن تكون انطلاقة حملته الانتخابية بزيارة مرقد أحد الأولياء الصالحين للتبرك.
وفي تقدير خالد عبيد أستاذ التاريخ السياسي فإن اختيار المقابر كوجهة للمرشحين للرئاسة هو اتفاق مسبق بين غالبية المتسابقين نحو قصر قرطاج؛ لأنه في الوعي الجماعي للتونسي زيارة الموتى وأضرحة المقابر لا تتم إلا في المناسبات لتأكيد وفاء الزائر لروح هذا الميت وأن ذكراه ستبقى دائمًا سراجًا يهتدي به في المستقبل.
ولم يقتصر استدعاء الموتى على الحملات الانتخابية، بل تجاوزها ليصل إلى خطابات المسؤولين في مراكز السلطة.
مثل السياسي محسن مرزوق والجنرال رشيد عمار، حيث كان الجنرال أول من صرح في إحدى اللقاءات التلفزيونية بأن «تونس عندها الولية يحموها» وقد شاطرته آنذاك المنشطة مريم بالقاضي بقولها «فعلا تونس عندها الأولياء يحموها من شر الكائدين» وقد سخر أحد المحامين من هذه التصريحات بقوله «تو نبنيو شويا زوايا ومقامات في الشعانبي باش نحميوا تونس».
وقد اعتبر طارق بلحاج محمد الباحث في علم الاجتماع أن زيارة المرشحين للرئاسية للأضرحة والمقابر في حملاتهم الانتخابية تحكمها ثلاثة عوامل أولها؛ محاولة السطو على الرمزية لاكتساب نوع من الشرعية ومحاولة موقعة أنفسهم في علاقة شخصية تاريخية ليظهروا وكأنهم امتداد وفي لهذه الشخصيات، والعامل الثاني هو عجز سياسي اليوم عن الإجابة عن أسئلة الواقع وتعمدهم بناء علاقات افتراضية غير حقيقية بينهم وبين «الأجداد» وهذا شكل من أشكال التضليل الانتخابي نحو المسائل الوجدانية؛ لأن الجميع يحن إلى الماضي ويقدسه، وبالتالي فهم يخاطبون الغرائز والمشترك الوجداني أكثر من مخاطبتهم العقول، ويضيف بأن «هؤلاء أثبتوا انفصالهم عن الواقع والزمن وعوض تركيزهم على صلاحياتهم المحدودة ووعود أحزابهم خيروا أن يخاطبوا في التونسي حنينه إلى الماضي؛ لأنهم لا يملكون ما يقدمون للتونسي؛ لأنه يتطلع إلى المستقبل والحياة ويريد أن يصنع ملحمته ويعزز ما يسمى بالاستثناء التونسي، وهم يكبلونه بأصنام الماضي ويجرونه إلى الماضي والأضرحة والأموات».
ويقول الدكتور والباحث في علم الاجتماع المغربي علي شعباني:
«لقد ولى زمن الأضرحة والأولياء الصالحين في المغرب، ولم يعد لها ذلك الدور الكبير الذي كانت تلعبه في السياسة والاقتصاد والدين، ولم يعد لها ذلك البريق الذي كان يستقطب المريدين، وتلك الهالة الروية التي كانت تأخذها في أزمنة سالفة، وتحولت اليوم إلى مجرد مزارات و«تحف» تساهم في رواج السياحة الداخلية، أو مجرد نوادي مفتوحة فقط في وجه روادها ومريديها، ولم يعد يؤمن بخوارقها، أو «بركتها» سوى فئة محدودة من الناس الذين لا يزالون يعتقدون في الفكر الخرافي والخوارق الأسطورية، وكلما تمكن الجهل وتفشت الأمية بين الناس، وكلما قلت حظوظهم في تحقيق مآربهم بالوسائل التي تعتمد على العقل والعلم والمنطق، كلما تعلق مثل هؤلاء الناس بالخرافة والدجل و«بركة الأولياء والصالحين».
فبالرغم من أن مؤسسة الزاوية تبدو في الظاهر مجرد فضاء روحي يغلب على أدائه الطابع الديني، إلا أنها، وفي خضم تطور تاريخي تفاعلي، تحولت إلى آلية مستحكمة وضابطة للتوازن الاجتماعي والسياسي، سواء بمحض إرادتها أو بإرادة الغير، ولقد كشفت المحصلة التاريخية أن جل الزوايا الكبرى أضحت مزيجًا عجيبًا يكتنز تراثا صوفيًا وأداء سياسيًا واجتماعيًا بل أحيانا اقتصاديًا، كما جاء تمثلها وتمثيلها للسلطة في صورة عملة من وجهين مختلفين.
هذه النتيجة أملتها الشروط الذاتية للزاوية وأدوارها والمهام التي أوكلت إليها، وهي التي أفرزت ضرورات مادية واضحة جعلت الزاوية في حاجة دائمة إليها كما أن الرغبة في الحفاظ عليها وتنميتها أجبرها على البحث عن سبل أوصلتها إلى امتحان السلطة السياسية والتداخل معها.
نشر في ساسة بوست في 3 ماي 2016
https://www.sasapost.com/opinion/tunisia-the-land-of-the-soil/